مقالات

ماهي الحقيقة الغائبة خلف الغموض؟

تتناول المقالة أنواع الغموض ونصائح لصنع غموض جيد، فالغموض: هو الشيء المجهول، المبهم، غير واضح المعالم،  فالأعمال البوليسية أساسها الغموض ولكن هنا سأتناول الغموض بمفهومه العام في جميع التصانيف من الدراما مرورا بالخيال العلمي وحتى الجينرا التاريخية. في مجال القصص يعد الغموض أكثر وسيلة فعالة لجذب المتابعين للمتابعة بشغف، كون الإنسان  بطبعه كائن فضولي يسعى إلى إدراك وتفكيك كل مايجهله، أو على الأقل في العمل الذي يقرؤه أو يشاهده.  

هناك غموض رديء يزعجك أثناء المشاهدة، حيث يقوم المخرج أو الكاتب بإخفاء المعلومات بطريقة مزعجة ومتكلفة كإخفاء معالم الوجه أو تصوير المجرم من زاوية لاتظهر الوجه، رغم مقدرة الشخصيات في واقع العمل على رؤية وجهه بكل أريحية، وهذا الغموض رديء لأنه يتتبعك كمشاهد: أي أنه لايحاول صنع حدث تتقصى الحقائق فيه فتبدأ دورك كمشاهد بتجميع قطع الأحجية للوصول لصورة كاملةـ، بل يسرق منك معلومات جوهرية ويرجو منك الإستمتاع للوصول لصورة كاملة بقطع ناقصة. 



أو إخفاء معلومات تعرفها الشخصيات من الماضي،كمثال: كلما توصلت للشخصية التي يقودك الكاتب للإعتقاد أنها المجرم يظهر خلاف ذلك، استخدمت هذه الطريقة في مانجا فتيان القرن بكثرة حيث للأسف ارتبط الغموض المصاحب شخصية الصديق الحقيقية بذكريات كينجي التي يبدو أنه يتذكر شيئاً جديداً كلما اقتربت من الحل ? 



الغموض الناشئ بسبب طريقة السرد: 

هذا النوع من الغموض مباشر جداً جداً فقد يكون أول مشهد تشاهده في عمل ما بعد: قوران نو سبونسر توكيو إلخ إلخ، فهو الفجوة في الأحداث التي تكون تساؤلات كثيرة مثل: لماذا حدث هذا؟ كيف ولم؟ لماذا فلان يكن الضغية لعلان؟ كيف صار ألف حليف باء؟ يسطع نجم هذا الغموض في الأعمال ذات الطابع السردي المبعثر أمثال سلسلة المونوقاتاري ودورارارا، الخط الزمني لسير الأحداث مبعثر تماماًَ وهذا يسبب نوعاً من التوه، ومحاولة تتبع الأحداث بخطها الزمني الحقيقي ممتع أحياناً كثيرة، أما في حالة دورارارا فالبعثرة ليست في الخط الزمني للأحداث، إنما في سرد الأحداث نفسها ببعثرة حيث يتم بناء حدث على وشك الإنفجار ثم الإنتقال المفاجئ لبناء أحداث أخرى ودمج كل هذه الأحداث المنفصلة في حدث واحد وقد لايعرف أحد عن الآخر، هذه المدينة المجنونة التي نجح دورارارا في بنائها وجعلك تعيش تجربة العيش في دهاليزها ممتعة للغاية. 


غموض الأعمال السريالية والديمنشيا: 

توجد شريحة من الأعمال خاصة تلك السريالية والديمينشيا التي تنتهي وينتهي المطاف بالمتابع وهو لم يفهم شيئاً مما حدث،  فهل هذا غموض رديء؟ عندما تُنتج بعض الأعمال أو الأنميات يكون للكاتب أو المخرج هدف أو رسالة في هذا القصة يركز عليها لإيصالها للمتابع وفي الغالب يستخدم الرمزيات والطرق غير المباشرة في عرض أفكاره وهذا ما يجعل شريحة كبيرة من المتابعين لايفهمون الرسالة وآخرين فهموها بطريقتهم الخاصة وهنا يكون المعنى في بطن الشاعر، لكن هذا لا يعني ان الأعمال التي تعتمد على الرمزيات جيدة في المجمل لأن هذا يعتمد على كيفية عرض الرمزيات ونوعية الرسالة او الفكرة، ومن أشهر هذه الأعمال بيضة الملاك، ايفانجليون و Serial Experiments Lain. 

من ناحية اخرى توجد انميات كثيرة تكون موجهة لمحبي لقطات الانميشين أو الساكوغا وبالتالي قد تكون أنميات مكونة من الكثير من المشاهد والأفكار العبثية غير المفهومة ذات الجودة الإنتاجية الخارقة، هذه الأعمال لا يجب التركيز فيها على القصة بل على الأنميشين لأنها صنعت لهذا الغرض، كبعض أعمال ستوديو تريغر وغايناكس وبالتالي سواء فهم المتابع القصة أو لم يفهم فهذا لا يهم كثيراً، مثل: Kill la Kill وFLCL. 


الحقيقة الغائبة: 

 كلمة قوية وواضحة ولكني سأفصل فيها قليلاً وقد تكون مانجا فتيان أوضح مثال، كلما توصلت شخصياً لشخصية “الصديق” سرعان ما يتبين خلاف ذلك، كيف؟ بإظهار حقيقة غائبة.. ماهي؟ باختصار (الفلاش باك) يقوم البطل كينجي بتذكر دليل آخر كل كرة.. يعني كل ماورط الكاتب ويحاول يسوي بلوت تويست يلجأ لكرت الفلاش باك. 

هو أسلوب رخيص يتبعه كثير من المانجاكا ومخرجي الأنمي وحتى مخرجي الأفلام والمسلسلات الغربيين، الطريقة الصحيحة في صنع غموض جيد هي عرض الحقائق كافة للمشاهد “قطع الأحجية” ويقتصر ذلك على الحقائق التي تكون في مسرح الجريمة أو التي ينبغي للشخصيات معرفتها، إما إظهار ربع حقيقة أو عشر حقيقة فهذا يعول على تمطيط الأحداث وإفقاد رغبة المتلقي في التحليل أما عن أقوى سلبية فهي إضعاف البلوت تويست أو انحناء سير الأحداث المفاجئ. 

وختاما أحب أن ألفت النظر إلى أحد أشهر تصانيف الجريمة والغموض “الغرفة المغلقة” وأشهر مثال هو المحقق كونان،  لايهمني أن أسهب في الحديث فيها ولكن مايثير اهتمامي هو الظل المجرم، أو Shadow person أو The Criminal 

في الحقيقة هذه أفضل طريقة تراعي سياق الأحداث والمنطق في الأنمي في إخفاء هوية المجرم، دائماً مايظهر الظل كمخيلة في خيال كونان وهو يشرح خفايا وتبعات القضية أو الجريمة، حيث يلجأ المخرج للظل لتصوير أفعال المجرم وتتبعها، وتستخدم في لقطات هروب الجاني من مسرح الجريمة ومشاهد أخرى، ولكن الرائع أني لا أذكر حتى وإن كانت مرة استخدام الظل بطريقة رخيصة لإخفاء المعلومات.. أعني لم الحاجة؟ فجرائم كونان محال حلها على أية حال ? 

شارك بكتابة المقال : SLM Salah.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق