مقالات

ما الفرق بين الكور والموسم، ولماذا تُقسّم الأنيميات في عرضها إلى “كورات” منفصلة؟

أحد المصطلحات الأكثر إنتشارًا واستخدامًا بين متابعي الأنيمي وخصوصًا في الفترة الأخيرة هو مصطلح الـ”كور – Cour“، ولكن ما معناه؟ وكيف، ولماذا يستخدم وما فرقه عن مصطلح الموسم “Season“؟

الكور لغةً: يعود أصل كلمة كور إلى اللغة الفرنسية “Cours”، ومعناه “فصل أو درس”، ولكنها أيضًا استخدمت للتعبير عن الدورة التلفازية التي تعرض عادةً خلال ثلاث أشهر، ولنفس الغرض قام اليابانيون باستعارة هذه الكلمة واستخدامها، وتُلفض عندهم “kuru”، إذ المعنى الحالي لهذه الكلمة يُعبّر عن الفترة الزمنية التي يعرض من خلالها الأنمي، ويتراوح عدد حلقات الكور الواحد بين 10 إلى 14 حلقة، موزّعة على طول الأشهر الثلاثة، وينقسم الكور لثلاث أنواع:-

Single Cour: الكور المفرد، وهذا كما ذكرت سابقًا، عبارة عن 10-14 حلقة تعرض خلال موسم واحد (شتاء، ربيع،صيف أو خريف) وينتهي بانتهاء الموسم.

Double Cour: أو الكور المزدوج، ومعناه أن يتكون الأنيمي من 22-26 حلقة، ولكنها تعرض تتابعًا دون انقطاع خلال موسمين متتاليين (كالربيع والصيف مثلًا).

Split Cour: الكور المُنقسم يتكون من نفس عدد حلقات الكور المزدوج لكن الفرق هو أن عرضه مقسوم على موسمين غير متتابعين، كأن يعرض الكور الأول في موسم الشتاء ثم يتوقف خلال الربيع ويعود عرضه في الصيف.

على سبيل المثال؛ أنمي الهجوم على العمالقة، وفي مواسمه الثلاثة الأولى استطاع تغطية الأنواع الثلاثة للكورات، فموسمه الأول الذي عُرض في 2013 كان يتكون من كور مزدوج (25 حلقة) تمّ بثّه خلال موسمي الربيع والصيف، أما موسمه الثاني فهو عبارة عن كور مفرد (12 حلقة) عُرض في موسم ربيع 2017، وكان موسمه الثالث كور منقسم (12+10 حلقات) عُرضت حلقاته في موسمين منفصلين (صيف 2018 وربيع 2019).

لماذا نستخدم مصطلح كور عند الحديث عن جوانب العرض بينما يمكننا استخدام مصطلح موسم بدلًا عنه، خصوصًا أنه مقسّم بشكل واضح حسب فصول السنة على عكس الكور الذي تمّ ابتداع معناه الجديد عن أصله؟

يعود سبب ذلك غالبًا إلى كون مصطلح الكور مُخصّص أكثر ودقيق ولا يحمل معنىً آخر في الصناعة غير معناه الحالي، بينما مصطلح الموسم فيحتمل أكثر من معنى، فربما يُعنى به مواسم العرض المذكورة آنفًا (شتاء، ربيع، صيف، خريف) وقد يحمل المعنى الآخر والشائع جدًا وهو موسم الأنيمي نفسه، فمثلًا موسم الهجوم على العمالقة الأول والموسم الثاني والثالث وهكذا، والموسم هنا أخذ جانب متعلّق بالسرد والقصة مختلف تمامًا عن جانب العرض، لذلك فإن تخصيص مصطلح  معني أكثر بالجوانب الإنتاجية والعرض كالكور هو أفضل من استخدام مصطلح ضبابي قد يحمل أكثر من معنى كالموسم. 

لماذا تعرض الأنيميات على هيئة كورات بدلًا من العرض المستمر؟
حسنًا؛ بالنسبة لشركات الإنتاج فإن الهدف الأول والأهم في عملهم هو تحقيق أعلى ربح ممكن وتحاشي أي خسائر محتملة، لذا فعرض الأنيمي بطريقة الكورات يسهّل عليهم مراقبة الإنتاج وتقييمه، فإنتاج 12 حلقة وعرضها ورصد الفائدة العائدة منها ثمّ تقرير ما إذا كان المشروع سيستكمل من عدمه هو أسهل كثيرًا وأجدى من إنتاج 50 حلقة وتركها للمجهول، فالفشل حينها سيعني إهدار أموال كثيرة وطاقة إنتاجية هائلة كان من الممكن استغلالها في موضعٍ آخر.

وكذلك فإن العرض المنفصل من المفترض أن يتيح جدولة أفضل للعاملين، لأن العمل تحت ضغط هائل لمدة أسابيع طويلة متواصلة قد يسبب مشاكل كثيرة خصوصًا للشركات والاستديوهات الصغيرة والناشئة، وحتى الاستديوهات ذات الإمكانيات الجيّدة ستختار غالبًا العمل على عملين منفصلين في نفس الآن دون العمل المستمر الواحد. 

ختامًا؛ لا يخفى على أحدٍ تنامي ظاهرة العرض المنفصل “الكورات” مقارنةً بالسابق وطغيانها على العرض المستمر، ولكن ما زال هناك بعض الأستديوهات المتمسكّة ولو نسبيًّا بالعرض المستمر، منها توي أنميشن وبييرو، ولكن إلى أي مدى سيستمر هذا التمسّك؟ خصوصًا أن هذه الثورة لم تطل العرض المستمر فقط بل وصلت حتى للكور المزدوج، فلم نعد نشاهده إلا مرةً كل موسم أو موسمين تقريبًا، وهو الذي كان قبل 15 سنة السمة الأبرز لعرض الأنيمي. 

المراجع :-
Manga Tokyo
Liveabout

اظهر المزيد

محمد

مُراجع، وكاتب مقالات أحيانًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق